الامم والشعوب وصلت الى درجة كافية من التقدم والرقي والقوة بفضل التربية وانتشارها وتطورها مما جعل فيها استقرارا للنظام الاجتماعي والاقتصادي وحقق توازناً عصريا للمجتمع فوجه جهود نظامه التربوي الى التربية لتحقيق التطور والتقدم والرفاهية. والنظرة الحالية للتربية هي نظرة عميقة للمحافظة على الاستقرار واعادة البناء من اجل تقديم المجتمع لاننا اصبحنا حاليا مجتمعا متخلفا في استقراره ولذلك نسعى الى مجتمع جديد آمن متآلف يختلف عن المجتمع المتناقض المتصارع بوجوهه المتعددة. ان مجتمعنا اليوم مازال يرزخ تحت الامية والتخلف، محروماً من المدنية والتحضر ونجد في بعض مناطقه تخلفا عن ركب المدينة والاستقرار ولذلك نريد ان نتلافى هذا التخلف بتعميق التربية واصلاح النقص الاجتماعي في الذات الفردية والمجتمعية، نحن نعلم ان العالم يبحث عن الغنائم والثروات بالسيطرة والقوة والنفوذ وفوق ذلك تحدث المشكلات الطائفية مرة والقومية والعنصرية مرة اخرى ونعلم ان النزاعات المذهبية والدينية تتصادم كل يوم. هذه الاحوال وغيرها تفرض علينا واجبات جديدة لنكون مجتمعاً جديدا يدخل مصاف مجتمعات الحضارة الجديدة للعالم. ولذلك نعمل على تكوين فكرة المجتمع الجديد الذي يقوم على رفض التخلف ويسعى لتنشئة الفرد باحسن صورة ليحل مشكلات المستقبل بنفسه دون ان نفكر في شكل المستقبل القادم. ان المجتمع الحالي يتكون من تيارات متناقضة ومتعاكسة ومخالفة لمصلحة الفرد والمجتمع بمنظار التقدم والتطور لذلك علينا ان نسعى بقوة التربية لتنشئة المجتمع القابل بروح التضحية والتضامن والطاعة كخصائص اجتماعية وفردية مجردة من التأثيرات الذاتية والقومية.